ستوديو بكرا| حسام أبو بكر: المجتمع العربي سيكون أول المتضررين من الأزمات وآخر من يخرج منها إذا لم نواجه التحديات بإرادة جماعية
للعام الثامن عشر على التوالي، نلتقي في ستوديو موقع “بكرا” السنوي، في بثّ خاص ومكثّف يستمر حتى 19.12. وفي إطار فعاليات الاستوديو، التقينا الأستاذ حسام أبو بكر، المدير العام لمؤسسة الفنار، في حوار من فندق غولدن كراون في مدينة البشارة الناصرة، تناول التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الحرب، وانعكاساتها على سوق العمل في المجتمع العربي، وآفاق المرحلة المقبلة مع اقتراب عام 2026.
وأوضح أبو بكر أن الحرب، إلى جانب آثارها الأمنية والسياسية، خلّفت أزمة اقتصادية عميقة طالت المجتمع بأسره، إلا أن المجتمع العربي كان الأكثر تضررًا منها، سواء من حيث فقدان أماكن العمل، أو تراجع التشغيل، أو تعمّق الفقر. وأشار إلى أن تصاعد مظاهر العنصرية، وانخفاض الرغبة في التشغيل المشترك، أدّيا إلى انسحاب عمال عرب من أماكن عملهم، سواء بدافع الخوف أو نتيجة تقليص فرص التشغيل، ما ساهم في تفاقم الأزمة.
وأضاف أن معطيات البطالة الرسمية لا تعكس الصورة الحقيقية، إذ إن كثيرين خرجوا من سوق العمل دون أن يُسجَّلوا رسميًا كعاطلين، سواء لعدم استحقاقهم مخصصات البطالة أو لعزوفهم عن التسجيل، ما يخفي حجم التراجع الفعلي في التشغيل، خصوصًا بين الشباب والرجال في المجتمع العربي.
وأكد أبو بكر أن مؤسسة الفنار حذّرت منذ بداية الحرب من أن الشرائح الأضعف ستكون أول من يدفع الثمن، مشيرًا إلى أن هذا النمط تكرر سابقًا خلال أزمة كورونا، حيث كان المجتمع العربي أول المتضررين وآخر من تعافى اقتصاديًا. وشدد على أن هذه التجربة أثبتت أن الأزمات لا تمرّ بشكل متساوٍ على جميع فئات المجتمع.
وفي ما يتعلق بدور الفنار، أوضح أبو بكر أن المؤسسة، رغم إدراكها أنها ليست جهة “سحرية”، نجحت خلال السنوات الأخيرة، وحتى في ظل الحرب، في بناء برامج ملائمة للواقع المتغيّر، وطرق جميع الأبواب الممكنة لتوفير فرص عمل للمجتمع العربي. ولفت إلى أن تجاوز الأهداف التشغيلية التي وُضعت لعام 2024، رغم التباطؤ الذي فرضته الحرب، شكّل دليلًا على قدرة المؤسسة على تحويل التحديات إلى فرص عمل حقيقية.
وختم أبو بكر برسالة موجهة إلى الشباب والعاطلين عن العمل مع اقتراب عام 2026، دعا فيها إلى عدم الاستسلام لليأس أو الانسحاب من سوق العمل، مؤكدًا أن الاندماج الاقتصادي، رغم صعوبته، يبقى ضرورة في ظل غياب بنية اقتصادية عربية مكتفية ذاتيًا. وأكد أن الفرص ما زالت قائمة، وأن الاستثمار في التأهيل والاندماج المهني هو الطريق الوحيد لتقليص الفجوات وبناء مستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا للمجتمع العربي.
لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق
بكرا السعودية
