ارتفاع حاد في الهجرة السلبية من إسرائيل: أعداد المهاجرين تتضاعف في السنوات الأخيرة
شهدت إسرائيل في عام 2024 زيادة ملحوظة في الهجرة السلبية، حيث ارتفعت الأعداد بشكل كبير مقارنة بالسنوات التي سبقت تشكيل حكومة نتنياهو الحالية، حيث زادت الهجرة أربعة أضعاف. وبدلاً من أن تكون الهجرة في الماضي ظاهرة تقتصر على الشباب، فإن المهاجرين الجدد هم بشكل رئيسي عائلات متزوجة وأشخاص في سن العمل الذين فقدوا الثقة في الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد.
تشير البيانات إلى أن وتيرة الهجرة زادت بشكل شبه مضاعف منذ عام 2022، وتستمر هذه الظاهرة في عام 2025. في المقابل، تراجعت أعداد المهاجرين الجدد القادمين إلى إسرائيل بشكل دراماتيكي، حيث انخفض العدد من أكثر من 70 ألف مهاجر في عام 2022 إلى أقل من ثلث هذا الرقم في العامين الأخيرين، مما يعني أن إسرائيل تشهد في الوقت ذاته انخفاضًا في عدد القادمين وزيادة في أعداد المغادرين.
وتظهر الإحصائيات أن الأشخاص الذين يغادرون إسرائيل حاليًا هم أكثر تعليمًا وأكثر استقرارًا ماليًا، وفي العديد من الحالات، هم عائلات مع أطفال، مما يشير إلى تحول جذري في التركيبة الاجتماعية في إسرائيل. هذه الظاهرة لا تقتصر على ما يُعرف بـ "هجرة العقول"، بل تشمل شريحة واسعة من المواطنين العاملين الذين يشكلون جزءًا من القوى المنتجة في الاقتصاد، مما يؤثر على مستقبل الدولة الاقتصادي والاجتماعي.
أما في ما يتعلق بالهجرة من الدول السوفيتية السابقة، يلاحظ أن بعض المهاجرين الجدد وصلوا إلى إسرائيل بسبب الحرب في أوكرانيا، لكن حتى هؤلاء يشيرون إلى أنهم يرون في إسرائيل مجرد محطة انتقالية. البيانات تظهر أن هذه الظاهرة تعكس حالة من انعدام الثقة المتزايد في الواقع الإسرائيلي، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي على المدى الطويل.
بكرا السعودية

