وادي التماسيح: مياه وخضرة وأزهار نرجس!
في الطرف الشمالي من محمية"وادي التماسيح"، تزدهر زهور النرجس الخريفية تُباريها زعفرانات الخريف (اللحلاح) البنفسجية الرائعة الجمال، مرصّعة النتوءات شبه الصخرية، والتجويفات الفاصلة بينه، وتتلاشى الفوارق والاختلافات الطفيفة بين هذه الأصناف، صانعة سجادة زاهية مبهرة، تصبو نحو مياه الوادي ومياه البحر القريب والمعالم التاريخية المحيطة بالمكان، وتشرئب باعناقها القصيرة مترفعة عن الأرضية الخضراء التي اكتسبت لونها من أعشاب المنطقة.
كيفية الوصول
تسافرون على الشارع رقم (4) وتتوجهون نحو الشارع رقم (6531) قاصدين بيت حنانيا وجسر الزرقا (وهذه مناسبة طيبة لزيارة هذه القرية العربية الساحلية ذات الشاطىء الذهبي الجميل). تسافرون مسافة (1،1) كيلومتر وتنعطفون الى اليمين، تبعًا للافتات واليافطات، باتجاه "وادي التماسيح" ("ناحل تنينيم"). تواصلون السفر وبعد كيلومتر ونيف، وفور اجتيازكم الجسر، تنعطفون مرة اخرى الى اليمين، لتصلوا الى محمية "الوادي"، وهنا تقودكم طريق واسعة نزولاً الى موقف السيارات الكائن في مدخل المحمية.
المسار
يبدأ مسار الرحلة من عند مدخل المحمية حيث تسيرون متجهين يسارًا على درب يقودكم مباشرة إلى "الشرفة" المغطاة بعريشة تقع في الجهة المقابلة على بعد (130) مترًا، وأثناء التوجه الى "العريشة" تشاهدون على يمين ويسار الدرب براعم"عصا الراعي" التي بدأت تنمو في نهاية الصيف، ثم تصطاد انظاركم "اكوامًا" من زعفرانات الخريف(اللحلاح) وقد نسجت بساطًا بنفسجيًا مشوبًا باللون الأخضر، يفترش الأرض برقة وليونة.
تصعدون الى "الشرفة" المطلة على المعلم التاريخي الأثري المرمم، الذي يستذكر قنوات لتنظيم جريان المياه، وتواصلون السير على طول السدّ الروماني، وعلى الجانبين تجري مياه"وادي التماسيح"،لتصلوا بعد (200) متر الى الشرفة الأبعد شمالاً في المحمية، وقد عُلمت بالرقم (10) وسميت"مرصد عصافير الوادي"("متسبور هناحل"). ووقوفًا فوق هذه "الشرفة" يتراءى المشهد البديع لمكوّنات المحمية، حيث الوادي بمياهه المنسابة برفق، وحيث الطيور المحلقة في الأجواء، مستمتعة بما ترى من علٍ راصدة غذاءها والأسماك الرائعة في البرك.
تتجهون من هنا يسارًا، حيث الصخور، وما بينها، تزخر بأزهار"نرجس الخريف" واللحلاح ومختلف أصناف "البصليات" المزهرة التي تضاهي ما حولها رونقًا وسحرًا وبهاء.
هنا ينتهي المسار، لكن التجوال في أرجاء المحمية يحلو ويطيب، بفضل ما تغذّت به العين وتزودت به الروح والنفس، تنقلاً من موقع الى آخر، ومن معلم الى آخر، تشهد جميعها على تاريخ متعدد الحقب والأمجاد – فلا تنتهي عند الشاطىء الذي يتعانق مع مياه البحر!
بكرا السعودية

