"زعفرانة القدس" تزدهر بألوانها الوردية في أعالي الجليل

كانت موجة الأمطار الأخيرة اعلانًا عن خواتيم ونهايات موسم الخريف، ورسمًا مزهرًا لبداية موسم جديد يتجلى ببشائر رائعة المظهر والمشهد: ففي المنطقة الواقعة بين المطار الصغير المحاذي لبلدة "روش بينا"( الجاعونة) في الجليل الأعلى وموقع النصب التذكاري المسمى"يد شمونا" (الخالصة) أزهرت مئات الأزهار المسماة "زعفرانة خريف القدس" أو "اللحلاح"، فارضةً حضورها البهي الفائق الجمال، بألوانها الوردية الجميلة التي تشكل جزء من النسيج المتنوع على قمة جبال"نفتالي" من جهة الغرب، وبيوت"روش بينا" الممتدة أسفل المنحدرات والسفوح، بينما ترصّع الأفق الشرقي القريب بيوت القرية العربية"طوبا زنغرية".

كيفية الوصول
عندما تتجهون الى "كريات شمونا" سفرًا على الشارع رقم (90)، تصلون الى مفترق "تسومت روش بينا"، وبعد مئتي متر منه تنعطفون يمينًا باتجاه بلدة "كفار هناسي" والمطار القريب، وتسيرون مسافة (1،6) كيلومتر حيث النصب التذكاري"يد شمونا" لكن بما أن الشارع الذي تسافرون فيه ذو مسارات مفصولة بالعوائق المعدنية، يتوجب عليكم مواصلة السفر مسافة (400) متر حيث مدخل المطار (مطار روش بينا)، وهنا تستديرون بسيارتكم عائدين مسافة (400) متر حتى المنعطف الأيمن باتجاه النصب التذكاري، وفقًا لليافطات واللافتات، وتسافرون (يمينًا) مسافة خمسين مترًا في طريق ضيق بمحاذاة جدار المطار، فتوقفون سياراتكم.

المسار
تتجهون يسارًا الى الخلاء الواسع المفتوح الذي تكثير فيه الحجارة والصخور البازلتية، وبين هذه الحجارة تجدون "مجموعات وكتلاً" من أزهار اللحلاح ("زعفرانة خريف القدس")، وهي تتميز بأنها تختلف (الى الأبهى والأجمل) عن هذا النوع المعهود من الأزهار ا لتي تنبت عادة بعد سقوط أول مطر، وتتميز بأنها تزدهر بشكل لافت ظاهرة في نهايات نوفمبر تشرين الثاني وبدايات ديسمبر كانون الاول(هذه الأيام – فرصة نادرة سانحة) مع التشديد على ضرورة حمايتها وعدم قطفها او الدوس عليها، لتبقى لونًا أخاذًا جذابًا في البساط المزهر ذي التشكيلة الجذابة الساحرة في هذا الخلاء الضيق الذي تتزاحم فيه الانشاءات والمباني والأسفلت والباطون!
( على بعد مئتي متر يقع النصب التذكاري المسمى"يد شمونا" الذي يمكن الوصول إليه سفرًا أو سيرًا في طريق ضيق. وقد اقيم هذا النصب في اواسط السبعينات، تخليدًا لذكرى ثمانية جنود اسرائيليين قتلوا نتيجة اصطدام مروحيتين عسكريتين من طراز"يسعور" كانتا عائدتين من الجبهة السورية في أيار مايو عام 1974، لدى محاولتهما الهبوط في المطار).