الشريط الأخباري

منظمة الـ SWOV:التسامح على الطرقات يمنع حدوث مواقف خطيرة ويحد من خطورة الحوادث

موقع بكرا
نشر بـ 02/08/2011 08:12 , التعديل الأخير 02/08/2011 08:12

التسامح الاجتماعي هو مبدأ يساهم بالأمان على الطرق، ويتمحور حول دور مستخدمي الطريق أنفسهم بالحد من حوادث الطرق و/أو تقليل الإصابات.

هذا، نتيجة لأنه لا يهم كم ستكون البنية التحتية متطورة، فإن قسما من مستخدمي الطريق سيرتكبون الأخطاء. ولكن، إذا ما تنبه مستخدمو الطريق الآخرون للأمر، وكانوا متسامحين، سيتم تفادي حدوث مواقف خطيرة أو على الأقل سيتم الحد من خطورتها. هذا ما أقرته ورقة عمل صادرة عن منظمة الـ SWOV – المعهد الهولندي لأبحاث الأمان على الطرق.

على سبيل المثال – إذا حاول راكب دراجة هوائية أن يأخذ حق الأسبقية بصورة خاطئة، سيقوم السائق المتسامح بهذه الحالة بتخفيف سرعته وإتاحة المجال له. كذلك، هنالك حاجة لردة الفعل المتسامحة في الحالات التي يقوم بها أشخاص بعبور الشارع ببطء نتيجة لمحدوديتهم الجسدية.
تعرّف منظمة الـ SWOV التسامح على النحو التالي: "الاستعداد لتوقع تصرفات غير آمنة من طرف مستخدمي الطريق الآخرين والتصرف بشكل يمنع، أو على الأقل يخفف من نتائجها".

ما هي أهمية التسامح الاجتماعي للأمان على الطرق؟
في بعض الأحيان، يكون استخدام منظومة المواصلات أمرا معقدا بعض الشيء، خصوصا بالنسبة للفئات المعرضة للخطر كالأطفال، المسنين، المعاقين والسائقين الجدد. هذه المجموعات تحتاج للتسامح الاجتماعي من طرف مستخدمي الطريق الأكثر تجربة. كذلك، فإن مستخدمي الطريق الأكثر تجربة يرتكبون الأخطاء عدة مرات. ونظرا لأنه ليس من الممكن منع وقوع الأخطاء على الطريق بشكل قاطع، فإن من المهم أن يأخذ مستخدمو الطريق نواقص الآخرين بعين الاعتبار. التسامح الاجتماعي قد يمنع تسبب بعض التصرفات غير الآمنة بإصابات وأضرار.

ما هي العوامل الداخلية التي تحدد كيف يتصرف السائق بتسامح؟
الاعتقاد السائد هو أن العوامل الداخلية التالية لها دور بقدرة السائق على التصرف بشكل متسامح:
1. يجب أن تكون لدى السائق توقعات ملائمة للوضع الذي يتواجد به.
2. على السائق أن يكون قادرا على تقييم نوايا مستخدمي الطريق الآخرين بصورة صحيحة.
3. على السائق أن يكون قادرا على ملاءمة تصرفاته لهذا الوضع.

من أجل أن نكون قادرين على توقع وضع الحركة بشكل صحيح، على السائقين أن يكونوا قادرين على توقع حالات (من الممكن أن تحدث) خطيرة بشكل دقيق، وأن يكونوا قادرين على التعامل معها بتسامح. كلما كنا أكثر قدرة على تقدير وضع الحركة ونوايا مستخدمي الطريق الآخرين بشكل صحيح، كلما زاد الاحتمال أن نستطيع التصرف بتسامح ونمنع الأوضاع الخطيرة. العوامل الثلاثة أعلاه مرتبطة بشكل مباشر بالخبرة. لن يستصعب السائقون الأكثر تجربة تنفيذ المهام المطلوبة منهم خلال السواقة، بشكل يجعلهم أكثر قدرة على توقع تصرفات مستخدمي الطريق الآخرين والتعامل معها بتسامح.

أي العوامل الخارجية تحدد إن كان السائق سيتصرف بتسامح؟
إذا كان مجال الرؤية في المفرق محدودا جدا، فإن متسخدمي الطريق سيستصعبون التصرف بتسامح، نظرا لأن الوقت المتاح لهم لتوقع الأحداث أقل. مثال آخر هو أنه إذا كان وقت ضوء الإشارة الأخضر قصيرا، فإن عدد مستخدمي الطريق الذين يقبلون التصرف بصورة متسامحة سيكون أقل.
بكلمات أخرى، بالعادة تكون الحاجة للتسامح أقل عندما يكون التقاء مستخدمي الطريق تحت المراقبة (بواسطة الإشارات الضوئية). أما في الحالات التي تخرج عن السيطرة، فإن هنالك حاجة كبيرة للتسامح. في مثل هذه الحالات تكون القدرة على توقع تصرفات الآخرين أقل، وكذلك السيطرة على المحيط، ولذلك يجب التعويض عن ذلك بالتسامح.

الخلاصة، التسامح الاجتماعي وتأثيره على الأمان على الطرق أمر قابل (وبحاجة) لمزيد من البحث. ولا بد أن يجيب هذا البحث على السؤال: أي أنواع التصرفات يمكن أن يكون متسامحا، وكيف يمكن أن تتجسد هذه التصرفات خلال حياتنا اليومية. هكذا سيكون بإمكاننا تحديد الطرق التي تشجع التسامح الاجتماعي، مع المحافظة على مبادئ الأمان الأخرى القابلة للتنفيذ؟
 

أضف تعليق

التعليقات