مقتل (23) راكب دراجة منذ مطلع العام الجاري
إن حوالي 15% من المصابين بشدة (القتلى والمصابين بجراح خطيرة) في إسرائيل بين الأعوام 2007-2009 هم ركاب الدراجات على مختلف أنواعها، وهذا يشكل حوالي أربعة أضعاف نسبة هذه المركبات من مجمل المركبات والسيارات في البلاد. 75% من راكبي الدراجات (على أنواعها) الذين أصيبوا في البلاد هم من سكان المدن المركزية في البلاد. 80% من المركبات ثنائية العجلات في البلاد متركزة في أربعين مدينة فقط.
منذ مطلع العام الجاري (2011) قُتل (23) راكبًا على دراجات من مختلف الأصناف، الأمر الذي يشكل ارتفاعًا رهيبًا بنسبة 300% (ثلاثة أضعاف) بالمقارنة مع الفترة الموازية من العام الماضي- هذا ما أعلنته جمعية "أور يروك" استنادًا إلى تحليل المعطيات الصادرة عن دائرة الإحصاء المركزية. وبالاستناد إلى تحليل المعطيات تبيّن أنه في الفترة الواقعة ما بين 2007-2009 أصيب (9500) راكب دراجة من مختلف الأنواع، ويشكل هؤلاء نسبة تقارب 9،5% من مجمل المصابين في حوادث الطرق في إسرائيل. ويتقارن هذا المعطى مع إجمالي عدد المركبات الثنائية العجلات الذي يشكّل نسبة 4،3% فقط من السيارات والمركبات في البلاد، أي أنّ ركاب الدراجات على أنواعها أكثر بضعفين من نسبتهم في إجمالي عدد المركبات في إسرائيل. كما أنّ 75% من راكبي الدراجات (سائقين وركابًا) الذين أصيبوا هم من سكان المدن الرئيسية في إسرائيل، التي يزيد عدد سكان كل واحدة منها عن عشرين ألف نسمة كما بينت المعطيات أنّ حوالي 60% من المصابين (قتلى وجرحى بدرجات متفاوتة) هم شبان تتراوح أعمارهم ما بين 20-43 عامًا.
واستنادًا إلى البحث الذي أجرته شركة "متات" (مركز تخطيط المواصلات) تبين أن احتمال إصابة راكبي الدراجات على أنواعها، بأشكال متفاوتة في الخطورة – يزيد بتسعة أضعاف ونصف مقارنة بركاب المركبات المغلقة، بينما يزيد احتمال الحاجة للعلاج ضعفين ونصف، فيما يزيد احتمال الإصابة بشكلٍ خطير (16 ضعفًا وأربعة أعشار الضعف)، واحتمال الحاجة إلى التأهيل الطبي، (وهي مجموعة المصابين بجراح بالغة الخطورة)، يزيد (27 ضعفًا) ونصف!
وخلال الفترة المُشار إليها (منذ مطلع العام) أصيب (41) راكبًا على دراجات متنوعة في البلدات العربية العشر التي تعرّضت للفحص (ام الفحم، باقة- جت، الطيبة، الطيرة، الناصرة، سخنين، الكرمل (عسفيا والدالية)، عرابة، شفاعمرو وبلدات الشاغور الثلاث: البعنة ودير الأسد ومجد الكروم).
وبيّنت المعطيات أنه على الرغم من عدم مقتل أي راكب دراجة في البلدات المذكورة في السنوات الثلاث الأخيرة- إلاّ أنّ 40% من الركاب الذين أصيبوا قد جُرحوا بشكلٍ بالغ، ففي مدينة الكرمل (عسفيا والدالية) أصيب عشرة ركاب من هذه الفئة أي أكثر من أية بلدة عربية، ومن بينهم ستة مصابين بجراح خطيرة. وفي عرابة أصيب ستة ركاب دراجات متنوعة، في الفترة نفسها، جراح نصفهم خطرة. واللافت أنه استنادًا إلى معطيات دائرة الإحصاء المركزية فإنّ حوالي مئة شخص في عرابة يحملون رخصًا لسياقة مركبات ثنائية العجلات، لكن لا يوجد أية مركبة كهذه مسجلة بملكية أحد من هذه البلدة.
وعمومًا – بالاستناد إلى معطيات دائرة الإحصاء المركزية – فإنّ عدد المركبات ثنائية العجلات في البلدات العربية منخفض جدًا – إن كان من حيث التحديد، أو من حيث النسبة لمدن إسرائيل (عدد دراجات العرب يشكّل أقل من 1% من عدد الدراجات بالمجمل في المدن البالغ عددها (73) مدينة التي جرى فحصها. وبناءً على ذلك فإنّ عدد المصابين في البلدات العربية ليس مرتفعًا.
المدن الخمس الأكثر تعرّضًا للإصابات
إنّ نسبة تعرض الراكبين في مدينة بات يام للإصابة هي النسبة الأعلى من بين المدن الأربعين التي تم فحصها (وفي كل واحدة منها ما لا يقل عن 300 مركبة ثنائية العجلات)، وقد بلغت النسبة في بات يام 4،77 إصابات لكل مئة راكب عمليًا. يلي ذلك الراكبون في مدينة حولون حيث بلغت النسبة 4،08 إصابات لكل مئة راكب. وتوجد في هذه المدينة حوالي (4400) مركبة ثنائية العجلات. وقد أصيب منذ مطلع العام (5369) راكبًا في المدينة. ثم يأتي سكان أشدود، حيث تبلغ النسبة 3،87 إصابات لكل مئة راكب. أما في "بني براك" فهنالك حوالي (1660) راكبًا مسجلاً وقد أصيب منذ مطلع العام (187) راكبًا- أي أنّ النسبة هي 3،76 إصابات لكل مئة راكب. وتأتي بلدة "روش هعاين" خامسةً في هذا التدريج.
وفي هذا الصدد قال شموئيل أبوأف، المدير العام لجمعية "أور يروك": "من أجل تقيل المخاطرة الناجمة عن الركوب، يتوجب على راكبي الدراجات النارية أن يكونوا ماهرين وذوي تجربة غنية أكثر من سائقي السيارات (المغلقة)، لأنّ راكبي الدراجات أكثر عرضةً للإصابة من غيرهم، وبالإضافة إلى ذلك يتوجب عليهم أن يكونوا مزودين بأدوات بارزة ومميزة وتعين المارة ومستخدمي الشوارع والطرقات على رؤيتهم وملاحظتهم وتمييزهم بشكلٍ مؤكد، منعًا لنشوء أية مخاطرة قد تؤدي إلى وقوع حادث".
المدن الخمس "الأسلم"
ويستفاد من المعطيات أيضًا، أنّ نسبة راكبي الدراجات على أنواعها في بلدتي رمات شارون وكريات بيالك، الذين أصيبوا خلال الفترة الواقعة ما بين 2007-2009 – هي النسبة الأدنى بالمعدل السنوي، وقد بلغت 1،54 إصابة لكل مئة راكب. كذلك الأمر بالنسبة لراكبي الدراجات على أنواعها في نيس تسيونا وموديعين – مكابيم – رعوت وكفار سابا – حيث انّ معطيات الإصابات متدنيّة جدًا، نسبيًا.
المدن الخمس الكبيرة
بين المدن الخمس الكبيرة (فوق الـ 200 الف نسمة: القدس، تل أبيب- يافا، حيفا، ريشون لتسيون وأشدود)، راكبي الدراجات من أشدود الأكثر إصابة، مع نسبة وصلت الى 3،87 مصابين من سكان أشدود لكل مئة راكب من المدينة. هذه النسبة يضع أشدود بين المدن الخمس الأكثر إصابة، فسائقو الدرجات ثنائية العجلات هو الأكثر إصابة بين 40 مدينة جرى فحصها. في المقابل، فإنّ نسبة راكبي الدراجات الحيفاويين هو الأقل نسبة من حيث الإصابات بين المدن الخمسة ونسبة المصابين وصلت إلى 2.04 لكل مئة راكب من مواطني المدينة. أما في تل أبيب – يافا فإنّ 60،500 منهم حاصلون على رخص بقيادة درجات ثنائية العجلات وهناك نحو 23،670 دراجة ثنائية العجلات في المدينة. وخلال ثلاث سنوات القريبة أصيب نحو 1،913 سائق دراجة ثنائية العجلات، من سكان المدينة، ما يشير إلى أنّ نسبة الإصابات وصلت إلى 2.69 مصابين لكل مئة راكب، ما يعني أنهم يحتلون مركزًا في وسط القائمة. أما سائقو الدراجات المقدسيين فإنّ نسبة الإصابة لديهم أقل من سائقي تل أبيب يافا، وأنّ نسبة الإصابة بين سائقي الدراجات من ريشون لتسيون هي أعلى من نسبتهم في تل أبيب مقارنة بالقياس العام لنحو 40 مدينة (نسبتهم وصلت الى 2.8 من الإصابات لكل 100 من راكبي الدراجات).
ويقول مدير عام أور يروك، شموئيل أبوأف: "الدراجات النارية هي المركبة الأكثر خطرًا مقارنة بالمركبات المغلقة الأبواب، وهذا ما يُستدل من المعطيات أعلاه. ومعظم المصابين من الركاب في حوادث الطرق هم من الشباب والعاملين في الإرساليات. ومعظم الحوادث تقع بين المدن. لذلك فإنّ من الضروري رفع مستوى تأهيل السائقين لهذه النوعية من المركبات وخاصة العاملين في الإرساليات. وعلى السائقين أنّ يتزودوا بأدوات الأمان مثل الخوذة الملائمة، ستار واقي أثناء السياقة، كفوف وحاميات لكلٍ من المرفقين والركبة. فعند الخطورة قد تحمي أرواحهم، لا سمح الله. وإضافة إلى ذلك على راكبي الدراجات ثنائية العجلات الإنارة دائمًا، أيضًا في ساعات النهار، حتى يراهم السائقون بصورة واضحة.
وأضاف أبوأف: "على الشرطة أن تشدد من قوانينها، خاصة ضد سائقي الدراجات ثنائية العجلات، الذين يسوقون بشكلٍ طائش. وعلى السائقين مسؤولية كبيرة أن يسوقوا بحذرٍ شديد والتحقق جيدًا من عدم خطورة الاندماج من مسلك إلى آخر، أنّه لا يوجد أمامه سائق دراجة ثنائية العجلات. ما نحتاجه هو اهتمام شامل في كافة المجالات، وخاصة التربية، والتأهيل وتحسين ألبنى التحتية، والمسؤولية، كل هذه الاهتمامات ستحسن بطريقة ملموسة وتأتي بالتغيير الذي نرجوه".
بكرا السعودية

