73 إصابة من المسنين بحوادث الطرق خلال السنوات الثلاث الأخيرة في المدن العربية
قالت جمعية "أور يروك" المرورية، إن عدد المسنين الذين أصيبوا بحوادث الطرق خلال الفترة الممتدة من 2007 حتى 2009 في البلاد، بلغ 5862 مسنا. كما أن نسبة القتلى في صفوف المسنين بلغت ضعف نسبتهم العامة من السكان. جاء إعلان الجمعية هذا بالاعتماد على المعطيات التي نشرتها الهيئة المركزية للإحصاء.
أما بالنسبة للبلدات العربية الـ13 الكبرى (أم الفحم، باقة جت، الطيبة، الطيرة، طمرة، المغار، الناصرة، سخنين، الكرمل، عرابة، رهط، الشاغور وشفاعمرو) فقد كانت عرابة هي الأخطر بالنسبة للمسنين، حيث بلغ مقياس الإصابة فيها 12.5 إصابة بين المسنين لكل 1000 مسن يعيشون في البلدة.
بالمقابل، كانت شفاعمرو المدينة الأكثر أمنا للمسنين. ففي المدينة يسكن 1550 مسنا، أصيب منهم اثنان فقط خلال الفترة من 2007 حتى 2009، مما يضعها على رأس قائمة أكثر المدن العربية أمنا للمسنين، وبمقياس إصابات يصل إلى 0.65 إصابة لكل 1000 مسن يعيشون فيها.
كذلك تفيد المعطيات، انه على الرغم من انخفاض مقياس الإصابة في الطيبة، والبالغ 2.2 إصابة لكل 1000 مسن من المدينة، فإن خطورة الإصابات هناك كانت كبيرة، حيث أن إصابتين من أصل الثلاثة التي وقعت فيها خلال الفترة المذكورة أديتا إلى الوفاة، بينما كانت الإصابة الثالثة خطيرة.
وبنظرة إلى مجمل عدد المسنين الذين تعرضوا للإصابة في البلدات العربية خلال الفترة المذكورة، يتبين أن نحو نصفهم كانوا من السائقين. هذا المعطى، يتناقض مع الاتجاه العام السائد في البلدات الأخرى، حيث كانت نسبة المسنين الذين تعرضوا للإصابة خلالها كمشاة 45%.
من المهم الإشارة إلى أن المعطيات المتعلقة بالبلدات العربية تتطرق إلى مكان وقوع الإصابة، وليس بالضرورة إلى أن الشخص المصاب هو من سكان البلدة ذاتها. أي أن هذه المعطيات لم تأخذ بالحسبان المسنين القاطنين بهذه المدن، ممن أصيبوا في مكان آخر.
ويقول "شموئيل أبواف"، مدير عام جمعية "أور يروك" حول المعطيات المذكورة: "تترافق عملية التقدم بالسن مع انخفاض بعدد من القدرات، بما فيها الرؤية، القدرات الذهنية، القدرات الجسدية، وتباطؤ بزمن ردة الفعل، إضافة إلى صعوبة ما بالإصغاء بشكل سليم وتباطؤ بالحركة عموما وتراجع قوة العضلات. لذلك، نرى أن المسنين يسيرون على الأقدام أكثر من قيادة السيارات، وهم لهذا السبب أكثر عرضة للإصابة كمشاة. من الأهمية بمكان أن ينتبه السائقون أكثر لهذه الشريحة العمرية الخاصة، التي تتسم بالبطء، وأن يتصرفوا بما يتلاءم مع هذا الواقع".
المدن الخمس الكبرى
أما بالنسبة للمدن الخمس الكبرى في البلاد، والتي يبلغ عدد سكان كل منها أكثر من 200 ألف مواطن (القدس، تل أبيب، حيفا، ريشون لتسيون، وأشدود)، فقد كان احتمال أن يصاب مسن في تل أبيب الأعلى بين هذه المدن، ووصل إلى 4.5 إصابة لكل 1000 مسن من سكان المدينة. لكن، تل أبيب لم تكن المدينة الأخطر بين المدن الخمس الكبرى فحسب، بل إنها كانت أخطر مدينة للمسنين من بين مجمل المدن الـ41 التي تم فحصها، والتي يبلغ عدد سكان كل منها 20 ألف مواطن على الأقل، وفي كل منها ما لا يقل عن 3000 مسن.
في المرتبة الثانية، وبفارق كبير بعد تل أبيب، كانت حيفا بمقياس 2.27 إصابة لكل 1000 مسن في المدينة. ففي حيفا يعيش نحو 47500 مسن، وأصيب فيها خلال السنوات الثلاث المذكورة 323 مسنا.
تليها القدس بمقياس يبلغ 2.01 إصابة لكل 1000، وهي التي يقطنها نحو 60500 مسن، أصيب منهم خلال الفترة المذكورة 366 مسنا. بعد القدس، جاءت أشدود التي يقطنها نحو 24 ألف مسن، وأصيب بها خلال نفس الفترة 131 منهم، مما يعطيها مقياس إصابة يصل إلى 1.8 إصابة لكل 1000 مسن. أما المدينة التي تتذيل قائمة المدن الخمس (وهي أكثرها أمنا للمسنين) فكانت ريشون لتسيون التي بها نحو 23500 مسن، أصيب منهم خلال السنوات الثلاث التي يجري الحديث حولها 105 مسنين، ومع مقياس إصابات يبلغ 1.49 إصابة لكل 1000 مسن من سكان المدينة.
ويضيف أبواف في هذا الشأن: "ضمن النشاطات المختلفة التي تقيمها جمعية أور يروك في أوساط الجمهور، تقيم الجمعية عددا من المحاضرات وورش العمل والأيام الدراسية للمسنين في مجال الأمان على الطرق وفي مختلف أنحاء البلاد، وذلك بغية رفع مستوى وعيهم للمخاطر الناتجة عن ظروفهم الخاصة والمميزة، ومن أجل إعطائهم ما يكفي من المعلومات والمعرفة لمواجهة هذه المخاطر التي قد يصادفونها على الطريق، سواء كانوا من المشاة أو سائقين".
وتابع: "على السلطات المحلية العمل من أجل تعزيز وسائل الأمان للمسنين في الأماكن التي يتواجدون بها بكثرة. من هذه الأمور على سبيل المثال: إضافة ممرات مشاة منظمة في محيط نوادي المسنين وإتاحة الوصول إلى المواصلات العامة، وذلك من أجل تشجيعهم على استخدام هذه المواصلات والتعامل معها على أنها أفضل وسيلة للتنقل".
بكرا السعودية

