أور يروك: ربع التلاميذ في البلاد يصلون المدارس بالحافلات، وعادة ما تكون سفراتهم غير آمنة
قالت جمعية "أور يروك" المرورية، بالاعتماد على معطيات نشرتها وزارة التربية والتعليم، إن نحو ربع التلاميذ في البلاد (والبالغ عددهم الإجمالي نحو ربع مليون) يصلون إلى مدارسهم بواسطة السفريات والمواصلات العامة.
هذا، ويتعرض الأطفال للكثير من المخاطر خلال توجههم للمدرسة. ففي استطلاع ميداني أجرته جمعية "أور يروك" بواسطة كاميرات وضعتها داخل سيارات نقل التلاميذ، تبين أن عام 2009 شهد تراجعا إلى الأسوأ من حيث تصرفات الأطفال خلال السفر، مقارنة بالعامين 2006-2007: في 66% من السيارات والحافلات التي تم فحصها، تعارك التلاميذ في ما بينهم، وفي 27% تجول التلاميذ بحرية مطلقة خلال السفر، وبلغت نسبة السفريات التي قام التلاميذ بمضايقة سائقها خلال السفر 26%، بينما كانت 17.5% من مجمل السيارات والحافلات غير آمنة للركاب خلال السفر.
كذلك، تصرف الكثير من التلاميذ بشكل غير آمن خلال السفر، فمنهم من كان يقف خلال السفرة، ومنهم من لم يربط حزام الأمان، بل إن قسما من السائقين كانوا يتحدثون أو ينشغلون بهواتفهم الخلوية خلال السفر، ينزلون الأطفال في وسط الطريق، يسافرون بسرعة كبيرة أو يقومون بالانعطافات الحدة وغير الآمنة. كما تم ضبط عدد من المركبات غير الآمنة نتيجة لخلل أو أكثر فيها.
حتى شهر كانون الأول من عام 2009، كان عدد الحافلات التي تم تركيب الكاميرات فيها نحو 200 حافلة، وذلك من أجل متابعة قيادة السائقين لهذه الحافلات، ولمراقبة تصرفات التلاميذ خلال السفر فيها.
هذا، ومن أجل مواجهة المخاطر التي تواجه التلاميذ خلال السفر من وإلى المدارس، أقرت وزارة التربية سلسلة من الخطوات التي من شأنها أن ترفع مستوى الأمان. تتطرق هذه الخطوات إلى القواعد التي يتوجب الالتزام بها عند محطة الحافلات، خلال السفر، وعند النزول منها (ربط أحزمة الأمان، جلوس طفل واحد على كل مقعد، وغيرها من القواعد).
كذلك، تلزم تعليمات وزارة التربية بوجود موقف خاص لصعود ونزول الطلاب من الحافلة بالقرب من المدرسة، بالإضافة لإلزام المدارس بضرورة وجود شخص بالغ يستقبل الطلاب ويهتم بدخولهم الآمن إلى المدرسة.
من جهته، قال "شموئيل أبواف"، مدير عام جمعية "أور يروك" عن هذه المعطيات: "يشمل أمن التلاميذ بالسفر من وإلى المدرسة، الصعود إلى الحافلة، الجلوس والتصرف خلال السفرة، والنزول منها. وهنالك الكثير من الوسائل التي من شأنها أن تساهم بتحسين الوضع، منها: أمكان ثابتة خلال السفر، تواجد مرافق بالغ في الحافلة، وتدخل مباشر لمديري المدارس، المعلمين ورجال الشرطة".
وأضاف أبواف: "لا يستطيع سائق الحافلة مراقبة كل ما يحدث، نظرا لأن عليهم الانتباه كثيرا للطريق ولما يحدث على الشارع. ولذلك، فإن حل هذه المشكلة من خلال مرافق بالغ يبدو أمرا هاما للغاية".
وفق معطيات وزارة التربية والتعليم، يدرس في مختلف مدارس البلاد نحو مليون و800 ألف تلميذ، يسافر نحو ربعهم إلى المدارس بالحافلات والسفريات العامة (200 ألف طالب للمدارس العادية، ونحو 40 ألفا لمدالاس التربية الخاصة).
أما بحث "أور يروك" فيشير إلى أن لواء الشمال هو اللواء الذي به أكبر عدد من التلاميذ الذين يسافرون إلى المدارس بالحافلات. أما بين مدن البلاد، فتحتل حيفا المرتبة الأولى بواقع 4460 تلميذا، تليها مباشرة أشكلون بواقع 4370 تلميذا يسافرون بالحافلات إلى مدارسهم يوميا. في المرتبة الثالثة، حلت أشدود، حيث بلغ عدد التلاميذ الذين يسافرون لمدارسهم فيها 3825، بينما بلغ هذا العدد في الخضيرة 3335، وفي بيتاح تكفا 3000 تلميذ. وبالإجمال، يبلغ عدد التلاميذ الذين يسافرون إلى المدرسة بالحافلات في مدن البلاد الـ 71 نحو 68700 تلميذا، وهم يشكلون ما نسبته 36% من إجمالي عدد التلاميذ الذين يتم نقلهم للمدرسة بالحافلات الخاصة. كذلك، فإن نحو 90% من التلاميذ الذين يقطنون الأرياف والقرى التعاونية وما شابه، يصلون مدارسهم بواسطة هذه الحافلات.
بالنسبة للمدن العربية، فيبلغ عدد التلاميذ الذين يسافرون للمدرسة بالحافلات الخاصة في عشر مدن، نحو 6500 تلميذ. هذه المدن هي: الطيبة، كفر قاسم، الطيرة، قلنسوة، شفاعمرو، الشاغور، باقة – جت، أم الفحم، سخنين، ومدينة الكرمل). أكثر من نصف هذا العدد هو من مدينتين: مدينة الكرمل (1900 تلميذ) وسخنين (نحو 1550 تلميذا).
الدعم لنتائج هذا الاستطلاع الميداني الذي أجرته "أور يروك"، جاء تحديدا من الولايات المتحدة. ففي يوم 20 من شهر تشرين ثاني عام 2006، اصطدمت حافلة تلاميذ بحاجز باطون وضع وسط الشارع في ولاية آلاباما، مما أدى لوقوعها في واد بعمق عشرات الأمتار. خلال الحادث، قـُذف بسائق الحافلة إلى الخارج وأصيب بصورة خطيرة، بينما قتل 4 تلاميذ، وأصيب 36 آخرون من إجمالي التلاميذ الـ 41 الذين كانوا بالحافلة.
في أعقاب هذا الحادث، أقيمت لجنة أوصت بإجراء بحث من اجل فحص نسبة استخدام أحزمة الأمان في الحافلات التي تقل التلاميذ. في هذا البحث، تم تزويد كل حافلة بثلاث آلات تصوير ثبتت بسقف الحافلة، بالإضافة لكاميرا رابعة تمكن من مراقبة السائق وباب الحافلة.
بينت نتائج البحث أن للسائقين تأثير على نسبة استخدام أحزمة الأمان. فأحد السائقين كان يشجع التلاميذ على ربط الأحزمة، ويرافق الصغار منهم إلى مقاعدهم ليتأكد من أنهم يقومون بربطها، فانعكس ذلك على نسبة التلاميذ الذين استخدموا الأحزمة، حيث كانت مرتفعة جدا. بالمقابل، كان هنالك سائق آخر لم يهتم بهذا الموضوع بشكل جدي، فتبين أن نسبة التلاميذ الذين يستخدمون الحزام في حافلته كانت منخفضة جدا.
ومع ذلك، أظهرت نتائج البحث أن هنالك صعوبة بتطبيق فرض استخدام حزام الأمان من طرف السائق وحده، نظرا لأنه لا يستطيع رؤية كل المسافرين، إضافة طبعا للحاجة لأن يركز بالشارع خلال السواقة، مما يمنعه من التركيز بتصرفات التلاميذ. لذلك، استخلص الباحثون أن ليس من المنطقي أن ننتظر من السائقين وحدهم القدرة على فرض استخدام الحزام.
أما استطلاع للرأي أجرته جمعية "أور يروك" من خلال أحد معاهد الاستطلاع المتخصصة بداية العام 2009، فقد بين أن المدارس في البلاد غير قادرة ولا لديها الاستعداد المناسب لاستقبال عدد كبير من المركبات، مما يعرض التلاميذ لمخاطر الطريق.
عن هذا، قال أبواف: "تظهر نتائج الاستطلاع أن الأطفال تـُركوا دون حماية أمنية خلال ذهابهم وإيابهم من المدرسة. وإلى أن تتحرك السلطات من أجل توفير حلول للمشاكل في مجال الأمان على الطرق، وإلى أن تبدأ المدارس بتطبيق تعليمات وزارة التربية والتعليم الجديدة، من الأهمية بمكان تشجيع الأهل على أن يكونوا وعيا للتعليمات، وأكثر مطالبة للسلطات بالقيام بواجباتها".
بكرا السعودية

